من لايعرف مصطفى محمود فانه لايعرف الكثير

.....

جاء خبر وفاة الدكتور مصطفى محمود كالفاجعة لي شخصيا، بحكم اني من اشد المعجبين به واحد تلاميذ مدرسته التي تنوعت ما بين العلم والادب والفلسفة والدين . رحيل رجل كهذا هو خسارة حقيقية وفعلية للبشرية، هو احد القلائل الذين افنوا حياتهم في العلم والاعمال الخيرية ولم يلاحق اضواء الشهرة ولا الماديات كالاخرين، انما كان صاحب رسالة واضحة وجليلة ستخلد ذكراه في الحياة، احب الدين فلم يعتزل الدنيا ولكن بحث في اعماقها وتفاصيلها ليجد فيها عظمة الخالق سبحانه، احب العلم فلم تحبط عزيمته التعقيدات ولا المعجزات الربانية وانما زادته اصرار وعزيمة ، تأمل في خلق الله فوجد الحياة ضرب من الكمال وفي الكون منظومة متناهية الدقة وفي فطرة الانسان البوصلة التي تقوده الى الصواب في كل زمان ومكان، اتهموه بالالحاد فاجابهم بابداعات ادبية دينية وفلسفية روحانية اكدت انه اكثر ايمانا منهم بالله، بحث عن الحقيقة فوجدها واقتنع بها وآمن، سأل فوجد اصدق الاجابات من حوله، لم يبخل علينا بعلمه وخلاصة تجربته الممتدة عبر السنوات الطوال فكان عطاءه خير برهان لذلك. ابحرت مع الدكتور من برنامج العلم والايمان الى قصة العنكبوت مرورا بالوجود والعدم،رحلتي من الشك الى الايمان،حوار مع صديقي الملحد والكثير غيرها،تركت اعمال الراحل بصمة في شخصيتي وانطباع ايجابي في نوعية الفكر والتحليل . غزارة انتاجه الفكري وابداعه الادبي وحصيلته العلمية الطويلة وروح فلسفته الدينية الدنيوية هم خير من يعرفنا بالدكتور مصطفى محمود
رحمه الله واسكنه فسيح جناته
.........................

في رثاء الدكتور مصطفى محمود

....
ماذا اقول ، وكيف يجزيك الرثاء
ومن مثلك له في العلم صرح جليل
ابداعك الوان ما بين صباح ومساء
ومن الايمان ما اضاء لنا درب طويل
كم حزنت لك قلوبا حتى بكتك السماء
كم ضاقت لك صدورا لما حان الرحيل
تعلم الاقدار حقا، يفعل الله ما يشاء
الى جنة الخلد باذن رحمن فضيل
ياعظيم ابد الدهر بين العظماء
طيب الذكر تبقى صاحب الفكر الجميل