عادت سارة الى المنزل بعد يوم شبه روتيني...وايامها عادة ما تبدأ صباحا في العمل في الشركة الاسثمارية الكبرى التي تعينت فيها كونها من عائلة مرموقة .... ثم الغداء مع الاسرة الصغيرة المكونة من الام والاب واخواتها الثلاث....قبل المساء تذهب الى المعهد الصحي 6 ايام في الاسبوع (دون ان تخبر والدها انه مختلط...فرغم اعتدال الاب والتزامه نسبيا الا ان سارة متحررة اجتماعيا).. وبعدها تختار اما تجمع مع الاصدقاء في احد المقاهي او الذهاب للتسوق في احد المجمعات التجارية الفخمة......ثم العودة الى البيت ليلا
....
اليوم تحديدا كان مخصص فقط للتسوق...انه اليوم المفضل بالنسبة لها وللكثير من بنات جيلها...فقد نزلت للتو مجموعة الشتاء الجديدة...ولان سارة مجنونة باحدث صرعات الموضة اشترت ملابس واحذية واكسسوارت بكامل راتبها الذي استلمته قبل يومين فقط..ولم تبالي لامر دفع قسط السيارة السبورت الجديدة لانها تعلم ان والدها سيدفعه كما يفعل بشكل شبه دائم ويعطيها راتب استثنائي حتى اخر الشهر ...ولم لا!! انها سارة المدللة...اخر العنقود
...
ما ان وصلت سارة الى المنزل حتى نادت الخادمة لتحمل معها غنائم السوق...دخلت سارة الى غرفتها وفورا قررت بدأ الحملة السنوية لتطهير الخزانة من الملابس القديمة.!!... بدأت سارة بفتح خزانتها الكبيرة ورمي الملابس وهي تردد: شخباري هالموديل من العام...حده راحت عليه والله لو البسه الحين اصير نكتة...والخادمة ترفعهم من ورائها وتضعهم في صندوق الملابس المخصص للفقراء...استمر هذا الوضع لعدة دقائق حتى رأت سارة رزمة الرسائل المخبأة وراء الملابس في الرف العلوي....عندها امرت الخادمة بالخروج: اخذي هذول الحين وديهم السرداب وانا بعدين اناديج عشان نكمل....صكي الباب وراج وانتي طالعة.......حملت سارة الرسائل بين يديها ...تنفض غبارها و تقول: يااااي حدي ولهت عليكم من سنة لي سنة يالقاطعين....اخذتهم ونثرتهم على السرير وكانما نثرت مجموعة من المشاهد الرومانسية والمغامرات الطائشة والذكريات الجميلة بالنسبة لها على الاقل!!......كانت سارة قد بدأت في جمع الرسائل منذ مراهقتها كحال صديقاتها بعد ان اخبرتهن واحدة ان هذه الرسائل ستكون ذكرى قيمة مع مرور السنين...لكن في حقيقة الامر كان الهدف من الرسائل هو منافسة شرسة بينهن لمن تجمع اكبر عدد من قلوب المراهقين في شكل رسائل والعدد هو الفيصل للفوز....توقف صديقات سارة عن جمع الرسائل بعد دخول الجامعة الا سارة فانها احبت هذا الشئ ومازالت تفعله حتى الان
.....
اخذت سارة بعض الوقت وهي تنظر الى عشرات الاظرف الملونة.. ...وهي في حيرة من امرها من اين تبدأ؟؟؟ فرأت ان افضل وسيلة ان تغمض عينيها و تقرأ الرسالة التي تقع عليها يدها وبهذا لن تزعل منها الرسائل الاخرى لانها كانت عادلة في الاختيار.....فعلت ذلك....فكانت اول رسالة وعندما فتحتها شهقت: اوووه شخباري...وهابي ولد الجيران ايام بيتنا القديم....كانت الصدفة وحدها التي جمعت بين ان تكون اول رسالة سحبتها هي لاول شاب عرفته عندما كانت في السادسة عشر ولم تدم العلاقة بينها وعبدالوهاب اكثر من 7 شهور اذ انتقلوا بعدها الى البيت الجديد...اعادتها في الظرف وهي تردد: مالي خلق اقراها... كلام يهال بس احلى مافيها صورة القلب اللي راسمة وهاب بظهر الورقة...اهم شي......اغمضت عينيها من جديد وعاودت الكرة لتسحب رسالة جديدة...فتحته وقرأت بصوت مسموع: الى جميلتي سارة..بعد تحية الحب والغرام....(ثم قفزت بنظرها الى اخر الصفحة)المرسل..حبيبك خالد.....ثم اردفت: يحليلة خاااالد مادري شالدنيا فيه..اكيد تزوج وعنده عيال.....كان خالد صديقها لمدة سنتين...تعرفت عليه اثناء دراستها في الجامعة وكان ينوي التقدم لخطبتها بعد التخرج...الا انها قطعت علاقتها به فجأة بعد انتقلت الى جامعة اخرى وغيرت رقم هاتفها ولم تخبره حتى اليوم...!! لا تستغربوا من ذلك...سارة في قمة المزاجية والغرور..لاتشبع انوثتها الا بعد ان تجعل غيرها يبني لها قصرا من الاحلام الوردية فتهدمه في لحظة وترحل للابد.... هي هكذا... تستمتع بان تحطم قلوب عشاقها واحدا تلو الاخر بعد ان تغويهم باسم الحب....والناس فيما يعشقون مذاهب
......
اغمضت سارة عينيها للمرة الثالثة وسحبت قلب جديد.... هذه المرة قلب فهد.... وكان دائما ما يذيل الرسالة بتوقيعه الذي يضحكها ( مجنون سارة)....ذلك الفتى المجنون الذي ظل يطاردها لايام في كل مرة يراها على نفس الطريق متجهة الى بيتهم بعد خروجها من الجامعة برفقة صديقتها مها , يومي الاثنين والاربعاء الساعة 3 بعد الظهر وكان ذلك في اخر سنة لها بالكلية...كانت تشعر بسعادة ولذة مابعدها لذة وهي تخبر صديقتها : شفتي هالمينون هذي حالتة كل ماشافني هالحزة... مايخليني الا اذا وصلت بيتنا. ....حتى عطفت عليه ذات يوم وكان التعارف ....استمرت العلاقة لعدة شهور قبل ان تتخرج من الجامعة ولم تعد تسلك ذلك الطريق بعد
...
اعادت الكرة للمرة الرابعة وسحبت رسالة جديدة...فتحتها وابتسمت...انها رسالة جديدة نسبيا.... مازالت محتفظة برائحة المرسل ...وصلتها قبل بضعة اسابيع من زميل لها في العمل...انه محمد.. المعجب بها بشدة....شاب مؤدب و وسيم من عائلة متوسطة الحال.....يكبرها بخمس سنوات....لم تشفع له كل الهدايا وبطاقات الاعجاب التي كان يضعها على سيارتها قبل خروجها من العمل بدقائق.....لم تشفع له عندها الا واسطة من زميلتهم رجاء عندما علمت انه قصده شريف تجاه سارة...واقنعتها بان تعطيه فرصة...لعل وعسى...وافقت سارة ....الا ان الفرصة كانت قصيرة عندما اخبرته بان ينسى الموضوع وانها لاتفكر بالزواج حاليا.....فشكى امره مجددا لزميلتهم...وعندما ارادت رجاء ان تعرف السبب الحقيقي وراء رفضها لمحمد...اخبرتها سارة: صج رجاء انا مومفكرة اتزوج الحين توني صغيره ماكملت 26 وبعدين ابي اعيش حياتي ومابي واحد يامرني ويتحكم فيني...وحتى لو فكرت بالموضوع محمد مايصلحلي..مو ستايلي...!!.انتهى الموضوع..........وما ان اغمضت سارة عينيها لسحب رسالة جديدة....فجأة رن هاتفها النقال...فسارعت للرد على الاتصال: الو......هلا حبيبي
____________________________________________________________
كلمات
........
.... كلمات اعجبتني لنزار قباني بعنوان اخي
....
.....
عند الفجر سكرانا ..
مَنْ سمَّاهُ سُلْطانا ؟.
ويبقى في عيون الأهل
أجملنا .. وأغلانا ..
ويبقى – في ثياب العُهْرِ –
أطْهَرَنا .. وأنْقَانَا
يعودُ أخي من الماخور ..
مثل الديكِ .. نشوانا ..
فسبحانَ الذي سوَّاهُ من ضوءٍ ..
ومن فحمٍ رخيصٍ .. نحن سوَّانا ..
وسبحان الذي يمحو خطاياهُ
ولا يمحو خطايانا ....
ومن فحمٍ رخيصٍ .. نحن سوَّانا ..
وسبحان الذي يمحو خطاياهُ
ولا يمحو خطايانا ......
12 comments:
هالسارة تذكرني بنوعية وحده
قلت لها مره انتي ما ينفع يحبك احد
انتي اللي لازم تحبينه
علشان تقتنعين و هالواحد راح يواريك نجوم الليل
يا ساتر من هالنوعية
أنا ما كنت لا أنانيه و لا مغروره
بس
الحين تحسّفت
بالنسبه لي..زين تسوي ساره طالما أهيه قاعده تمارس هوايه غواية الرجال
وضعت النقط وازلت الحروف
والمعنى مما كتبت معروف
ما بين هو وهي تحكم الظروف
دمت بحفظ الله
سرد جميييييييييييل للقصه
حقيقية؟؟
اذا لم تكن حقيقية فهي قريبة للواقع
ودمتم
=)
الووو ...صج تحبني؟ يلا تزوجني! ... يلا ماقدر اصبر عليك اكثر.. امس خاطبيني ١٠ .. تعال بسرعة لحق علي قبل لا اطير من ايدك
انتر
صدقت اخوي يبيلها واحد جذي
شكرا على المرور:)
نانو
اشوة ان مازاد عددهم واحد
شكرا على المرور:)
بولطيف
لا حروف ولا ظروف
هي واحدة من بين الوف
غانية وكم لها من خروف
شكرا على التعليق الرائع
والمرور :)
ارتفل
القصة من خيالي...ومثل ماقلت قريبة للواقع شكرا لك :)
جونقر
خطب صويلحة واحد عنده امين
وحده راضعته ووحده صجية
وبتسمع طق الطيران 3 ليالي ماتنامون
ما طاحت بريال يلعن خير خيرها ويقلبها فوق حدر اهني المشكله :)
كل عام وانت بخير وعساك من عواده
المره اتحب الريال اللي يلعن خير خيرها.. ماتحب الدعله الخفيف
;p
Post a Comment