مواسم لاعلاقة لها بالفصول
..هُنالك مواسم للبكاء الذي لا دموع له ..
هُنالك مواسم للكلام الذي لا صوت له ..
هُنالك مواسم للحزن الذي لا مبرر له ..
هُناك مواسم للمفكرات الفارغة ..
والأيام المتشابهة البيضاء ..
هُنالك أسابيع للترقب وليالٍ للأرق ..
وساعات طويلة للضجر ..
هُنالك مواسم للحماقات .. وأخرى للندم ..
ومواسم للعشق .. وأخرى للألم ..
هُنالك مواسم .. لاعلاقة لها بالفصول ..
**
**
هُنالك مواسم للرسائل التي لن تُكتب ..
للهاتف الذي لا يدق ..
للاعترافات التي لن تقال ..
للعمر الذي لا بد أن ننفقه في لحظة رهان ..
هُنالك رهان نلعب فيه قلبنا على طاولة القمار ..
هُنالك لاعبون رائعون يمارسون الخسارة بتفوق ..
**
**
هُنالك بدايات السنة أشبه بالنهايات ..
هُنالك نهايات أسبوع أطول من كل الأسابيع ..
هُنالك صباحات رمادية لأيام لا علاقة لها بالخريف ..
هُنالك عواصف عشقيه لا تترك لنا من جوار
وذاكرة مفروشة لا تصلح للإيجار ..
**
**
هُنالك قطارات ستسافر من دوننا ..
وطائرات لن تأخذنا أبعد من أنفسنا ..
هُنالك في أعماقنا ركن لا يتوقف فيه المطر ..
هُنالك أمطار لا تسقي سوى الدفاتر..
هُنالك قصائد لن يوقعها الشعراء ..
هُنالك ملهمون يوقعون حياة شاعر ..
هُنالك كتابات أروع من كاتبها ..
هُنالك قصص حب أجمل من أصحابها ..
هُنالك عشاق أخطئوا طريقهم للحب ..
هُنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه ..
**
**
هُنالك زمن لم يخلق للعشق ..
هُنالك عُشاق لم يخلقوا لهذا الزمن ..
هُنالك حُب خلق للبقاء ..
هُنالك حُب لا يبقي على شيء ..
هُنالك حُب في شراسة الكراهية ..
هُنالك كراهية لا يضاهيها حب ..
هُنالك نسيان أكثر حضوراً من الذاكرة ..
هُنالك كذب أصدق من الصدق ..
**
**
هُنالك أنا
هُنالك أنت
هُنالك مواعيد وهمية أكثر متعة من كل المواعيد..
هُنالك مشاريع حب أجمل من قصة حب ..
هُنالك فراق أشهى من ألف لقاء ..
هُنالك خلافات أجمل من أي صلح ..
هُنالك لحظات تمر عمراً ..
هُنالك عمر يحتضر في لحظة ..
هُنالك أنا .. وهنالك أنت ..
هُنالك دائماً مستحيل ما يولد مع كل حب
..
.
للشاعرة..أحلام مستغانمي
_______________________________________________________
احلام الخادم
.............
منذ طفولتي كنت اراقب ابناء الاغنياء ماذا يلبسون، كيف ياكلون، مالذي يحققونه لانفسهم دون تعب، كنت طفلا محروما من كل شيئ. في المدرسة كانوا يتصدقون علي بقلم او بمسطرة. او ربما بجورب قديم يخلعه احدهم ايام البرد ليدثر به اصابعي التي تطل من ثقوب الحذاء المهترئ. وفي البيت كنت ارى بعض الناس الموسرين وهم يقدمون لابي حفنة من المال او المؤونة كزكاة فنفرح وكأن ليلة القدر قد فتحت ابوابها لنا
.
ظل البؤس يلازمني حتى حين كبرت وحرمني ابي من المدرسة لابحث عن مهنة كي اساعد نفسي واخوتي بها. فتنقلت من مكان الى مكان عملت في محل حدادة فكسر الحديد ظهري. ثم في محل نجارة فاهترأت اصابعي من دق المسامير ولدغة المنشار. ثم في محل للكهرباء فكدت افقد حياتي حين اصابني تماس وطار بي حتى ارتطم راسي بالحائط. ثم عملت اجيرا في بقالة، كانت مهمتي توصيل الطلبات الى البيوت القريبة. ولكن لم تمض فترة قصيرة حتى طردني صاحبها لاني تجرأت يوما وغازلت ابنة احد السكان
.
قررت اخيرا ان اتعلم فن قيادة السيارة لاعمل بعد ذلك سائقا. وقد كلفني هذا الامر كل ما ادخرته من تلك الحرف وغيرها التي امتهنتها وحين اتقنت القيادة عملت سائقا عند احد الاثرياء، كنت افاخر بالسيارة الفخمة التي امتطيها واحلم بان تكون لي ذات يوم واحدة مثلها. ورغم شراسة الرجل وبذاءة لسانه الا انني احتملت العمل. كان ارحم الاعمال وكان يحقق لي بعض النشوة وكان الراتب جيدا
.
ولم يكن هذا هو وحده الذي شدني لمواصلة العمل مع رجل شرس الطباع. كان هناك شيئ اخر اغراني بالصمود. كانت له اخت ارملة في الخامسة والاربعين من العمر. ولها ابناء من زوجها الذي ترك لها ثروة كبيرة. تسكن في بيت انيق. وكان يكلفني بخدمتها اغلب الاوقات فاقوم بواجبي نحوها ونحو اولادها على اكمل وجه حتى ارتاحت نفسها الي واطمأنت واخذت تعاملني معاملة طيبة وتشكو لي بعض همومها وقسوة اخيها المتسلط. ثم دأبت تشكو حالها. وحدتها. ومسؤوليتها الكبيرة التي تتحملها من اجل اولادها وكنت الصدر الحنون
.
شيئا فشيئا. بدأت تعاملني معاكلة لطيفة ليس فيها شيئ من معاملة السيد للخادم. فشجعني ذلك على التقرب منها اكثر وملاطفتها والاستماع اليها لساعات وساعات. صرت اخذها واولادها الى اماكن الترفيه والى البحر لتقضي ساعات من المرح، وانا اراقبها وانتظر بفارغ الصبر
.
اغدقت علي بعد ذلك الكثير من المال والهدايا التي حققت لي شيئا مما كنت اطمع فيه. وكانت فرصتي في ان اعوض ايام الفقر والشقاء. بدأت اهتم بنفسي وبمظهري فبدوت وكانني احد ابناء الوجهاء ممن كنت اراقبهم واتصرف كما يتصرفون
.
وقعت الارملة اسيرة شبابي ورجولتي. اخذت تدعوني لمشاركتها الغداء او العشاء او بعض السهرات التي تغدق فيها فاكل اشهى الاطعمة. لم يفتني هذا الاهتمام الزائد الذي تعاملني به ولا الطريقة التي تحاول ان تقربني بها من اولادها. حتى باتوا لايفارقونني ونشات بيننا مودة والفة. باتت تظهر حبها لي وبانت اشواقها المكتومة. وايقتنت انها اسيرة حبي فتقدمت اليها خاطبا
.
لم نتردد في ان نعلن الزواج الذي قوبل من ناحية اهلها واخيها بالرفض والاشمئزاز والاستنكار، وبين ليلة وضحاها اصبحت سيد البيت. واول شيئ فكرت فيه هو البحث عن سائق يخدمني ويخدمها. وبيت جديد ينقلني من ذكرياتها القديمة الى حياة جديدة اختار انا فيها كل شيئ وكانت تفعل راضية وسعيدة، آمر فتطيع. اطلب فتدفع بسخاء وهي غارقة متهالكة تعوض ايام حرمانها من نهر الشباب الذي افتقدت طعمه
.
اخذت اغرف من البئر المفتوح. اردت ان اكون انفسي ثروة خاصة بي، افاخر بها واترفع عمن كانوا بالامس ينظرون لي نظرة فوقية. اردت ان اكون مثلهم، ولم يكن يهمني من المرأة شيئ يكفي ما اعطيه من شبابي ورجولتي
.
كان فارق السن بيننا كبيرا واكنت تلحظ هذا وتخشى ان يميل قلبي لسواها، فحرصت اكثر على ان اكون السيد لكل شيئ. اتصرف بكل شيئ. وكنت افعل سعيدا ومستفيدا
.
يوم امتلكت كل شيئ قررت ان افر. كنت اعلم في داخلي ان فرحي بالزواج منها لم يكن الا لتحقيق الارب. وان تكون مجرد الجسر الذي اعبر من خلاله الى احلام عذبتني وانا طفل وامال كبرت مع الايام. اعلنت لها هذا بكل الكبرياء، فهددتني انها ستسحب البساط الفاخر الذي مدته تحت قدمي. لكنها حين افاقت من الصدمة ادركت ان البساط قد سحب من قدميها منذ سنوات وهي غارقة في بحر العسل
.
لم يهمني بعد ذلك ماذا تقول عني. وماذا يقول الناس. تركتها غير اسف فقد كانت واحدة من الاسياد الذين سخروا امثالنا لخدمتهم. الا يحق لي بعد ذلك ان اكون سيدا حتى لو كنت في نظركم جاحدا ونذلا؟؟
.
للاديبة..ليلى العثمان
_______________________________________________________________
.............
.
وعندما عاد اوميتو الى المنزل كتب في دفتر ملاحظاته:ن
ماذا فعلت اليوم ايها الطريق! لقد انتزعت من مكانين مختلفين شخصين يجهل احدهما الاخر، و وجهتهما ربما منذ هذه اللحظة في اتجاه واحد، لابد ان علماء الفلك على ضلال، القمر في السماء دخل مدار الارض، تصادمت مركباتهما، ومنذ هذه اللحظة المقدرة سيسلكان دربهما معا، قرناً فقرناً، كل منهما يعكس نور الاخر، في اتحاد لن يهزم ابدا
...
ان قلبي يقول لي: اننا منذ اللحظة فصاعدا سنمشي يدا بيد في طريق واحد وسنجمع اللحظات الذهبية ونشبكها في ضفائر رحلتنا. لن نقف امام عتبة المصير بانتظار القرار، بل ابتداء من هذه البرهة سيأتينا كل شيئ مفاجئا ومثل لمح البصر
..
هطل المطر. ناجى اوميتو وهو يتمشى على الشرفة: " أين انت يا نيبارون تشوكروبورتي؟ اظهر اليَ، امنحني كلماتك، اسمعني صوتك !" وفي الحال اخرج اوميتو من جيبه دفتر ملاحظات رقيق وطويل، وبدأ يسجل ما يمليه عليه نيبارون تشوكروبورتي
...
دربنا جمعتنا الى الابد
والان نحن نفحات ريح مضطهدة،
اللحظات الملونة السريعة للغبار الذهبي
لفتنا في دوامة الرقص، فأسكرت القلب
وفوقنا ترقص عذراء السماء
طاردةً الغيوم بتلويحة يدها الهادئة
يسقط النور في حزم ذهبية
تضيئ ارواحنا حتى القاع
لم القك بين الخمائل الذهبية في جلسة حوار
ولم اشاهدك في الحديقة،
لكن هذا المساء الذي شهد لقائنا غير المتوقع،
يُسكرنا بعبق ازهاره التي لا اسم لها
الاشجار تقططع اغصانها الخضراء
وتشتعل الغيمة فوقنا لهيباً،
وترتفع اشجار الدفلى الوقحة
الوان الغسق والغروب تتنافس ضاحكة
ونحن لاتلزمنا القصور الذهبية،
فقط نحتاج بيتاً..مخدعاً..هدوءاً..ونتابع انا وانت دربنا
أية سعادة للطيور في الاقفاص الذهبية !
ان سعادتها في حريتها..في غنائها العذب على الاغصان
ويتراءى لي اننا اكثر الاصوات فرحاً،
نغرد عن الحب والحرية دون هموم
بينما تلَوح لنا السغادة المفاجئة باجنحتها
مثل اشعة وسط الغيوم، ابدية ومفاجئة !
Blog Archive
Followers
Love and Peace


choose your way

Kuwait first

Mowash7at
My Blog List
-
7 years ago
-
8 years ago
-
8 years ago
-
9 years ago
-
9 years ago
-
9 years ago
-
10 years ago
-
10 years ago
-
11 years ago
-
12 years ago
-
12 years ago
-
12 years ago
-
12 years ago
-
12 years ago
-
13 years ago
-
13 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
14 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
15 years ago
-
16 years ago
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
-
8 comments:
لحظات ومشاعر خارجة من الزمن
تلك التي اقضيها هنا
اختياراتك تبهرني
شكرا فنكوشي
عفوا نجمة
نورتي بمرورج :)
ابتعدت عن المدونات لفترة أحسها طويلة..
منعتني كثرة العمل من المتابعة والرد..
كل يوم أدخل قوقل ريدر وأجده يمتلئ أكثر فأغلقه لأنني لا أحب أن أقرأ دون احساس أو "مزاج" جيّد..
لكن مروري من هنا أشفى غليلي وأنهيت الـ5 بوستات في جلسة لا تتعدى دقائق لفرط شوقي إلى كلمات بسيطة ترادف أحاسيسي الثائرة ;)
شكرًا وفقتم لكل الخيرت التي تهبها السماء :)
هُنالك عشاق أخطئوا طريقهم للحب ..
هُنالك حب أخطأ في اختيار عشاقه ..
***********
انتقاءك للكلمات رائع
بوست جميل وممتع جدا
يعطيك العافية فنكوشي :)
شيللو
مشاغل الحياة تبعدنا احيانا عن فعل ما نحب
واذا ما اقتربنا احيانا اخرى وجدنا هاجس المشاغل يحرمنا من التلذذ بها
مرورج بعد غيبة يجددالروح بالمدونة :)
كيارا
مرورك الاروع :)
الاميرة
الله يعافيج
وشكرا للمرور الجميل :)
Post a Comment